مئة يوم من الدمار والإبادة..كيف نوقف الحرب؟

17 يناير 2024آخر تحديث :
باسم برهوم احتمالات ممكنة

صدى الإعلام _ الكاتب: باسم برهوم – في السابع من تشرين أول كثيرون منا لم يكونوا يتوقعون اننا بعد مئة يوم ستكون غزة بهذا الحجم من الدمار وان يصل عدد الشهداء نحو 30 الف مواطن، وان عدد الجرحى يزيد عن 60 الفا، وان يصبح اكثر من مليون ونصف مليون نازح فلسطيني تم تجميعهم في اقصى جنوب القطاع قرب الحدود المصرية في وضع مأساوي لا يمكن تحمله.

مسؤولون في وكالة الغوث “ الاونروا ” قالوا بمناسبة مرور مئة يوم على الحرب ان ما حل بالفلسطينيبن في غزة هو أسوأ واشد قسوة من نكبة العام 1948.

المسألة الاكثر إيلاما هي ان المجتمع الدولي لم يفلح، وربما يدعم المتنفذون فيه ان تكمل إسرائيل جرائمها، دون ان يرف له جفن جراء المأساة التي تحل بحوالي مليونين ونصف المليون من الفلسطينيين، والمقصود الدول المتحكمة بالقرار الدولي، وخاصة الغربية منها.

والمسألة الاكثر خطورة ان إسرائيل تعلن وبكل وقاحة ان حربها ستتواصل حتى ” تهزم حماس ” كما تدعي، بمعنى ان الحرب قد تستمر مئة يوم أخرى وربما اكثر من ذلك لان الهدف الإسرائيلي على ما يبدو هو انهاء كل اشكال الحياة في قطاع غزة. واذا نظرنا ضمن دائرة اوسع، فإن المنطقة تعيش حالة يمكن ان تنفجر بأي وقت نتيحة ارتكاب اي طرف خطأ غير محسوب.

وهو امر ان حدث فإن الكارثة ستتوسع ويصبح والحالة هذه ان تعتقد إسرائيل ان لديها فرصة لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة وقد يمتد ذلك لمناطق في الضفة. من هنا فإن الشعب الفلسطيني وهو الطرف الأبرز الذي لا يريد بأي شكل توسيع الحرب، وان وقف الحرب هو الهدف المركزي لانه اولا، يوقف المجزة المتواصلة في غزة. وثانيا، ان ينهي الوقف المخطط الإسرائيلي للتهجير. ما دامت حكومة نتنياهو تصر على مواصلة الحرب، وليس من المرجح ان يضغط المجتمع الدولي من اجل وقفها ضمن المدى العاجل، فإن السؤال هو كيف يمكن ان نوقف الحرب؟ هذا السؤال، الذي حيرت الاجابة عليه الجميع حتى الان، ولكن لا مجال للاستسلام امام الموقف الإسرائيلي او عدم الاستمرار بالمحاولات بشتى السبل، قد تمثل محكمة العدل الدولية فرصة، ولكن هناك حاجة ان نقول ما يجب ان يقال للاشقاء العرب وهو ان تتوحد الدول العربية لمرة واحدة على موقف موحد. وتقديم مبادرة لوقف الحرب وتسوية الاوضاع المتعلقة بالمحتجزين الإسرائيليين لدى حماس والاسرى الفلسطينيين، واقتراح معادلة تضمن انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة والحفاظ على وحدة الضفة والقطاع الى جانب ضمان امن جميع الاطراف في إطار تسوية سياسية شاملة تحقق السلام، وإقامة دولة فلسطينية مستفلة.

هناك ثغرة كبيرة تستغلها إسرائيل وتواصل حربها على شعبنا في غزة والضفة، وهي تنافس البعض في الساحة العربية لاقتناص الادوار ولو على حساب نزيف الدم الفلسطيني، والتنافس على تقديم المبادرات المنفردة، انه واقع عربي يشبه الى حد كبير ذلك الذي كان سائدا عام 1948 ودفع الشعب الفلسطيني ثمنه نكبة. المطلوب موقف عربي موحد ملتف حول مبادرة موحدة وواحدة، وهو امر بالتاكيد سيفعل فعله، بمعنى ان يعود العرب الى المبادرة العربية التي اقروها بالاجماع في قمة بيروت عام 2002، وهو موقف يشبه الى حد بعيد ما يتسرب عن الموقف السعودي الراهن بأن طريق التطبيع لابد ان تمر عبر دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران، ورفض اي فكرة تعيد انتاج الدولة ذات الحدود المؤقتة او اي مخطط اخر لا يضمن الاستقلال الفلسطيني ولا مشكلة ان تكون ضمن ضوابط تحقق الامن والاستقرار في المنطقة.

بعد مئة يوم من حرب الابادة يصبح من الضروري ان يقوم العرب بهذه الخطوة، لان البديل كارثة للجميع وتهديد للامن القومي واشاعة الفوصى اكثر فأكثر في المنطقة.

اما ان نواصل الرهان على تفكك إسرائيل من الداخل او ان تغير الادارة الأميركية من دعمها الكامل للحرب، خصوصا في سنة انتخابات هي رهانات مشكوك في إمكانية نجاحها، وربما علينا ان نتذكر ان عام 1948 كان ايضا عام انتخابات في الولايات المتحدة ورفض الرئيس ترومان في حينه نصائح وزارتي الخارجية والدفاع وواصل بقوة دعم تأسيس إسرائيل، بغض النظر عما سيحل بالشعب الفلسطيني.

ان الامر يستحق التجربة فهل ستتوحد الدول العربية لمرة واحدة على موقف موحد ومبادرة واحدة؟

الاخبار العاجلة