الذكرى 133 للاستقلال

5 مارس 2017آخر تحديث :
الذكرى 133 للاستقلال

بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة  

 يوم الخميس الفائت احتفلت سفارة جمهورية بلغاريا في فلسطين بالذكرى الـ133 لليوم الوطني لبلادها. وكانت مناسبة للتأكيد على أهمية وشائج وروابط الصداقة الثنائية بين القيادتين والبلدين والشعبين الفلسطيني والبلغاري.

جمهورية بلغاريا، التي تقع في شبه جزيرة البلقان، ولا يزيد عدد سكانها عن ثمانية ملايين نسمة، وكانت فيما سبق جزءا من منظومة الدول الاشتراكية، التي تلاشت مطلع تسعينيات القرن الماضي مع انهيار الاتحاد السوفييتي، فأمست جزءا من النظام الرأسمالي، وهي عضو عامل في دول الاتحاد الأوروبي. هذه الدولة وشعبها الصغير والعريق واجهت في الحقب التاريخية السابقة الظلم والاستعمار من قبل الإمبراطورية العثمانية منذ مطلع القرن السادس عشر. غير ان الشعب البلغاري العظيم لم يستسلم لخيار الاستعمار وقاوم بجدارة لنيل استقلاله وتحرره الوطني. وحينما رفضت الدولة العثمانية القبول بتقرير المصير للشعب البلغاري، أعلنت روسيا القيصرية الحرب على تركيا 1877/1878، وفي الثالث من آذار 1878 تم التوقيع على اتفاقية سان ستيفانو، التي تم بموجبها تحرر بلغاريا من قبضة الاستعمار العثماني. ومنذ ذلك التاريخ وجمهورية بلغاريا تحتفل بهذا اليوم، كيوم وطني لنيلها الاستقلال.

مع ذلك لاحقا قامت تركيا بالنكوص عن الاتفاقية، واحتلت بلغاريا، إلى ان تم تحريرها في اعقاب الحرب العالمية الثانية في ايار 1945 على يد الجيش الأحمر السوفييتي وابطال المقاومة الشعبية البلغارية. ومازالت تحافظ على استقلالها وتطورها، وتعزيز رقي ونهضة الشعب البلغاري على الصعد المختلفة.

وعلى صعيد العلاقات الثنائية المشتركة بين القيادتين والشعبين الفلسطيني والبلغاري، وقفت بلغاريا منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي إلى جانب كفاح وتحرر الشعب الفلسطيني. وكانت من اوائل الدول، التي اعترفت بدولة فلسطين، وأقامت معها علاقات دبلوماسية وسياسية متميزة. وحافظت حكومات بلغاريا، رغم خلفياتها المختلفة على العلاقات الإيجابية والمميزة مع القيادة والشعب الفلسطيني. ودعمت بشكل دائم الحقوق الوطنية الفلسطينية في المنابر الأممية المتعددة. رغم ان دولة التطهير العرقي الإسرائيلية وحلفاءها من الداخل البلغاري والأوروبي والأميركي مارسوا الضغوط على الحكومات البلغارية المتعاقبة لثنيها عن دعم كفاح الشعب الفلسطيني. إلا ان ذلك لم يفت بعضد العلاقات الثنائية المشتركة. وحرصت القيادات الحكومية من الأحزاب والائتلافات المختلفة على العلاقات الإيجابية مع القيادة والشعب الفلسطيني.

كما ان القيادة الفلسطينية في كل المراحل السابقة حتى الآن، حرصت على التواصل مع القيادات البلغارية بتلاوينها واتجاهاتها السياسية المتباينة، وعملت على تعزيز العلاقات معها. وتم تبادل العديد من الزيارات على مختلف الصعد والمستويات. لإدراك القيادة الفلسطينية  بأهمية العلاقات الثنائية مع الدولة البلغارية الصديقة. لاسيما وان بلغاريا تاريخيا احتضنت عبر المنح الدراسية بعناوينها المتشعبة الآف الطلبة الفلسطينيين، وخرجت كفاءات متميزة في حقول الحياة المختلفة. ويحتل عدد من الخريجين مواقع قيادية حزبية وسياسية وعسكرية وامنية. ولا يزال هناك المئات من الطلبة الفلسطينيين يتلقون العلم، فضلا عن وجود جالية فلسطينية تعيش على ارض الدولة البلغارية، وتعمل مع سفارة فلسطين على تعزيز الروابط الثنائية المشتركة.

في اليوم الوطني الـ 133 لتحرر بلغاريا، نقول لبلغاريا الشعب والحكومة والأحزاب والقطاعات الثقافية والإعلامية والاقتصادية والأكاديمية والعسكرية لكم في الشعب الفلسطيني صديق وفي. وكل عام وبلغاريا وشعبها وارضها ودولتها بخير. وسيبقى الشعب الفلسطيني وقيادته ينظرون اليكم من موقع الصداقة لدعم الكفاح الوطني لنيل الاستقلال والتحرر من وحشية الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وضمان حق عودة اللاجئين الفلسطينيين على اساس القرار الدولي 194.

 

الاخبار العاجلة