ضربة قوية لأوهام نتنياهو

13 مايو 2017آخر تحديث :
حماس
حماس

بقلم : حديث القدس عن جريدة القدس

 تؤكد المصادر الأميركية والإسرائيلية المطلعة على التحركات السياسية التي تقودها إدارة الرئيس دونالد ترامب، بخصوص عملية السلام في المنطقة، ان لقاء القمة الأميركي الفلسطيني كان ناجحا بامتياز وان الرئيس محمود عباس أثبت انه شريك في صنع السلام وفي التحرك السياسي بينما تحوم الشكوك لدى فريق ترامب فيما اذا كان يمكن اعتبار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو شريكا أم لا، في الوقت الذي تؤكد فيه المصادر الإسرائيلية أن نتنياهو يعيش حالة من الذهول والصدمة من الخطوات المتسارعة التي يقوم بها الرئيس الأميركي والتي خيبت آماله وتوقعاته السابقة، وهو ما يشكل إنجازا فلسطينيا بامتياز، خاصة وان نتنياهو وحكومته المتشددة راهنا دوما على إظهار الجانب الفلسطيني وكأنه هو الذي يرفض خوض عملية جادة تقود إلى سلام حقيقي وشامل.

 إن ما يجب أن يقال هنا هو إن المؤشرات الإيجابية المتراكمة الصادرة عن إدارة ترامب، بما في ذلك نتائج لقاء القمة مع الرئيس عباس وتأكيد المصادر الأميركية أن ترامب يؤيد إقامة دولة فلسطينية مستقلة وحق تقرير المصير للفلسطينيين، وتأكد الرئيس الأميركي انه جاد في التوصل الى سلام شامل في المنطقة، إنما يشكل ضربة قوية للحكومة الإسرائيلية المتشددة التي سعت طوال الوقت الى وضع مزيد من العراقيل أمام عملية السلام وصولا الى وأدها ليتسنى لها تكريس الاحتلال والاستيطان وتصفية القضية الفلسطينية.

 وإذا كانت التحركات السياسية وجولات المفاوضات السابقة لا تدعو الى التفاؤل وأفضت الى فشل ذريع في تحقيق السلام فإننا ننظر اليوم بتفاؤل حذر الى التحرك السياسي الجاري، ومردّ هذا التفاؤل أولا ان قضية شعبنا ظلت على جدول الأعمال الدولي رغم كل التطورات الإقليمية والدولية، بفعل إرادة شعبنا ونضاله وصموده وقيادته التي أثبتت للعالم أجمع بما في ذلك حلفاء إسرائيل أنها تسعى الى تحقيق سلام عادل وشامل ودائم وبفعل الجهود الشاقة السياسية والدبلوماسية التي بذلتها هذه القيادة في كل الساحات العربية والإقليمية والدولية حتى يظل اسم فلسطين عصيا على النسيان أو التجاوز وحتى تعرّي وتدحض الافتراءات الإسرائيلية وحملات التضليل التي قادها نتنياهو ومتطرفو حكومته.

 كما أن ما يجب أن يقال إنه ليس غريبا ان يشعر نتنياهو بالذهول والصدمة بعد ان اعتقد ان الإدارة الأميركية الجديدة ستعطيه الضوء الأخضر للاستيطان في مختلف الأراضي المحتلة أو أنها ستنقل السفارة الأميركية الى القدس، او أنها ستتجاهل الموقف الفلسطيني – العربي – الإسلامي إزاء كافة جوانب الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، فإذا بالتطورات المتلاحقة تؤكد ان واقع الحال ليس كذلك وان الجانب الفلسطيني – العربي – الإسلامي قادر على التصدي لهذه المواقف الإسرائيلية المتشددة وان الإدارة الأميركية ليست رهينة لمواقف اليمين الإسرائيلي المتطرف.

 ووسط هذا التفاؤل الحذر وترقب ما ستسفر عنه زيارة الرئيس ترامب إلى المنطقة من كشف المزيد من المواقف والنوايا والاتجاهات فإننا نأمل ان نشهد مزيدا من التطورات باتجاه إرساء أسس السلام العادل والدائم والشامل وتمكين شعبنا من العيش بحرية وكرامة في دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس وحل كافة جوانب القضية الفلسطينية وفي مقدمتها قضية اللاجئين استنادا إلى مقررات الشرعية الدولية.

المصدر جريدة القدس
الاخبار العاجلة