ما بعد داعش أكثر خطورة

6 نوفمبر 2017
من غزة إلى نابلس

بقلم يحيى رباح- عن الحياة الجديدة

استقالة رئيس وزراء لبنان سعد الحريري، هي ناقوس يدق بأعلى صوت في المنطقة العربية من أقصاها الى أقصاها، بالوقوف بوعي شامل وحشد قوي ضد ما كان مسكوتا عنه بصفة عامة بالمنطقة، وهو اختراق الشرعيات الوطنية، ومنظومات الأمن القومي العربي، لصالح أجندات وأولويات معادية، ذلك انه منذ انفجرت الاحداث التي وصفت زورا بأنها ربيع عربي في مصر وتونس وسوريا واليمن وليبيا وغيرها، بداية من اعتماد الاخوان المسلمين من قبل الاستراتيجية في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، ثم انتقال الثقل الى “داعش” بعد هزيمة الاخوان المسلمين وخروجهم من الحياة السياسية في مصر، اصبح التركيز كله على “داعش”، وكانت حسابات الخطر على التهديد الأكبر وهو التهديد الإيراني اقل من المستوى المطلوب.

الخطر الإيراني اشمل واعمق اثرا، لأنه يسعى الى تقويض الشرعيات الوطنية والقومية بشرعيات موازية في بداية الامر، ثم دعم هذه الشرعيات البديلة لتكون هي فعلا صاحبة القرار وصاحبة التوجيه الفعلي، وهذا ما رأيناه فعليا في لبنان الذي وصلت فيه الأمور إلى ان يتمكن حزب الله من فرض ما يريده بقوة السلاح، ليس في الأمور المحلية فقط، وانما في شؤون لبنان مع محيطه العربي الذي ينتمي اليه، ومثلما نرى في محاولات الحوثيين في اليمن، وكثير من الامتدادات المؤثرة في العراق وسوريا ودول الخليج.

ما بعد “داعش” الذي بدأ بالهزيمة يعطي الفرصة لكي نتفق عربيا على كيفية مواجهة هذا الخطر، وهذا هو المعنى الذي نستطيع ان نفهمه من استقالة سعد الحريري المغروس منذ نشأته ومنذ اغتيال والده الرئيس رفيق الحريري في مواجهة هذا الخطر، وقد يستدعي هذا الانتباه المطلوب فهما جديدا وتحالفات عربية ودولية، ولكن يتوجب علينا عربيا ان لا نتأخر، وأن نواصل التعاضد الذي هزم التنظيم الدولي للاخوان المسلمين وهزم “داعش” وكل تكوينات ومفردات الإسلام السياسي، وان نتيح للدولة الوطنية العربية التي استعادت حضورها ان تخوض الحرب الجديدة وان تحقق الانتصار، بالقضاء التام على هذه الاختراقات والشرعيات الموازية ووأدها قبل  الحاق الأذى الوجودي بكيانات امتنا العربية ومصالحها في العالم.

Breaking News