التحية للدبلوماسية الفلسطينية

7 مايو 2018آخر تحديث :
مقالات مروان طوباس جنين

 يحيى رباح-الحياة الجديدة

تزامنا مع الانتصار النوعي الخارق الذي حققته الشرعية الفلسطينية بعقد الدورة الثالثة والعشرين للمجلس الوطني الفلسطيني بنجاح باهر في قاعة احمد الشقيري في مدينة رام الله في ارض الدولة الفلسطينية، وهو نجاح ادى بسرعة فائقة الى إعادة طرح الأسئلة الوجودية على كثير من الأطراف التي وجدت نفسها ملقاة على قارعة الطريق باهمال خرافي، ونبذ شعبي جارف، وخيبة غير عادية لانها وقفت بالمجان ضد شعبها، ركضا وراء الأوهام وخطأ الحسابات الكارثي، ومحور الأسئلة هو السؤال الرئيس، هل فقدت حركة حماس ادنى شعور بالواقع وادنى إحساس بالخطر، وأصبحت عاجزة تماما عن اجراء المراجعات الصادقة؟ وهل أصبحت منحازة بالكامل ضد شعبها الذي يضرب المثل الأعلى في السير قدما على درب الآلام، درب الصمود والبناء؟ وهل ستبقى رهن إشارة الاعداء في خيانة شعبها لمجرد الخيانة، وإلحاق الاذي بقضيته الكبرى، لمجرد الادعاء انها موجودة؟ هذه الأسئلة الوجودية مطروحة على جميع المتذبذبين ضعاف اليقين.

تزامنا مع هذا النجاح الكبير، فإن الدبلوماسية الفلسطينية حققت انتصارات كبرى ضد قطبي العداوة، إسرائيل والإدارة الأميركية في آن، إسرائيل التي تجرعت هزيمة مرة وذليلة، حين انسحبت من الرهان الذي كانت تسعى اليه، وهو الحصول على عضوية غير دائمة في مجلس الامن، وبعد جهود كبيرة، وحملات واسعة، وتكاليف باهظة، فإنها تجرعت الفشل واعترفت بالهزيمة النكراء، وسحبت طلبها صاغرة، لأن الفشل اطبق عليها من كل الجهات، والابواب كلها مغلقة، اما اميركا ترامب، فقد كانت هزائمها مدوية، ابتداء من اعلان ترامب بشان القدس، الذي واجهه العالم في مجلس الامن، والجمعية العامة، وصفقة القرن التي ولدت ميتة، وقد حاولت إدارة ترامب ان تحصل على بيان من مجلس الامن ضد الرئيس محمود عباس فباءت المحاولة بفشل ذريع، وحاولت ان تحصل من مجلس الامن ولو على إشارة بتأييد نقل سفارتها الى القدس لكنها لم تجن سوى الخبية، فالدبلوماسية الفلسطينية كانت في ذروة الحضور لأن الحقيقة الفلسطينية في مجد حضورها، وكل من نتيناهو وترامب يتعكز على الآخر في الحضور من الخارج على دعم لمعاركهما في الداخل، لكن تحالف الظالمين لا يلقى الا ثبورا.

التحية للدبلوماسية الفلسطينية التي تخوض هذه المعارك، وتحقق كل هذه النجاحات بثقة، ويقين ابيض، ووعد بالنصر لقضية ماعرف الزمان أعدل منها، فإلى مزيد من النجاحات للدبلوماسة الفلسطينية وقد تلقت قوة دفع ودعم جديدة بنجاح الشرعية الوطنية الفلسطينية في عقد هذه الدورة المتميزة للمجلس الوطني، الذي كان انعقاده انتصارا خارقا على كل أنواع الأعداء كبارهم وصغارهم على حد سواء.

الاخبار العاجلة