الشيفرة والشفرة… “الخان الأحمر في أتون النار”

8 يوليو 2018آخر تحديث :
غزة

رام الله- صدى الإعلام

بقلم: موفق مطر- عن الحياة الجديدة

الانجازات الوطنية في بلعين ونعلين والنبي صالح، وقرى (باب الشمس)، (أحفاد يونس)، (بوابة القدس)، (عين حجلة)، (الكرامة) وإسقاط بوابات الاحتلال الاسرائيلي الالكترونية وكاميرات المراقبة عند مداخل الحرم القدسي والمسجد الأقصى في القدس، ومقاومة فرض الضرائب على الكنائس في المدينة المقدسة، ومسيرات (العودة) في قطاع غزة الى أحدث مشهد (الخان الأحمر) على سبيل المثال وليس الحصر، تجسيد حي لمنهج المقاومة الشعبية السلمية ومعناها وجدواها، وخلاصات لدروس وتجارب يمكن تطويرها والبناء عليها، لإعلاء أركان مدرسة وطنية فلسطينية، تصبح في المستقبل القريب محط انظار العالم، بحكم صوابية المنهج والتطبيق، وديمومة الفعل، وقدرة المنخرطين عمليا في هذه المدرسة والمنتسبين اليها على تغيير الواقع، مدفوعين بقوة الايمان بالمبدأ والهدف، والانتماء الوطني والالتزام والوفاء للقسم.
لا يحتاج الفعل والعمل الوطني إلى (خلطة) من البيارق الحزبية او الفصائلية حتى يسمى كذلك، وإنما إلى روح وطنية، وإيمان بالمنهج، وارادة وتصميم مرفوعتين على خطط، وشجاعة وثبات وصمود، والاستعداد للعطاء والتضحية بلا حدود. 
تنجح المقاومة الشعبية السلمية عندما يقود معاركها في الميدان مناضلون برتبة (وطني)، وعندما يتمتع أفراد خلاياها فوق الأرض وتحت الأرض بمميزات وسمات خاصة، فأي جيش أو قوة أمنية في العالم يمتلك وحدات خاصة، يهيئها لتكون (رأس حربة) لتنفيذ المهام الصعبة وشبه المستحيلة، لكن كل صنوف الاسلحة تبقى على اهبة الاستعداد لدعمها وتأمين أدوات وسبل النجاح في المهمة.
قد ترسم بعض المعايير النظرية خطا فاصلا بين الفشل والنجاح، لكن التطبيق يبقى المعيار الحقيقي الأكثر دقة على استبيان ليس النجاح وحسب، بل المؤثرات الأصالية والمكتسبة على حد سواء للناجح والمتفوق بجدارة، التي من أهمها وعلى رأسها أنه لايُسَّلِم ولايستسلم للفشل.
ما كان لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان احداث النقلة النوعية في المقاومة الفلسطينية الشعبية السلمية في منطقة (الخان الأحمر) لولا تصدي قيادتها لهذه المهمة بروح الشجاعة أولا والحكمة لتجنب الخسائر البشرية، والتخطيط الجيد، عندما عملت على مشاغلة جنود الاحتلال الاستعماري الاستيطاني الاسرائيلي لأيام بلياليها، عبر الاعتصام في اراضي وبيوت مئات المواطنين من عرب الجهالين التي قرر الاحتلال جرفها وهدمها، وتهجيرهم من شرقي القدس، وبالتوازي كان هناك طاقمان يعملان بعيدا عن انظار وسائل الاعلام، الأول طاقم سياسي تحت اشراف الرئيس ابو مازن استطاع انتزاع موقف موحد من الاتحاد الأوروبي وتعهد باجراءات موحدة وصارمة ضد دولة الاحتلال ان أقدمت على هدم الخان الأحمر وتهجير المواطنين الفلسطينيين، وطاقم المحامين الفلسطينيين الذين وصلوا الليل بالنهار حتى انتزعوا قرارا احترازيا من المحكمة العليا الاسرائيلية بايقاف عملية الهدم والتهجير حتى يوم الحادي عشر من هذا الشهر،  ولكن… 
لولا صور المناضلين الذين تمترسوا في قلب (شفرة) جرافة جيش الاحتلال الاسرائيلي، متظللين بنسخ من علم فلسطين الرباعي الألوان من وهج شمس طبيعية حارقة، ويواجهون نيران ذئاب بشرية خارقة، ولولا صور المواطنين من (عرب الجهالين) اولا، وصور المواطنات الماجدات وتحديهن وتصديهن لجنود الاحتلال ودفاعهن عن ازواجهن وآبائهن وبيوتهن وأرضهن، ولولا صور جنود الاحتلال وهم يبطشون بهمجية غرائزية مدفوعة بعصبية عنصرية، ويعتدون على النساء الفلسطينيات قبل الرجال، ولولا الصور التي برز فيها قائد هيئة مقاومة الجدار والاستيطان المناضل الوطني وليد عساف في الصف الأول، ولولا صور قادة حركة فتح وأعضاء لجنتها المركزية محمود العالول ابو جهاد، وجمال محيسن ابو المعتصم، وأعضاء مجلسها الثوري، وصور عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ووزير شؤون القدس عدنان الحسيني الذي لم يشفع له كبر سنه عند المجرمين، ومعهم ابن كفر قدوم المناضلة مراد اشتيوي ونيلهم جميعا ومن معهم ممن لم نذكرهم ما نالوا من العنف العنصري الاسرائيلي، والاعتقال، ولولا الزملاء الصحفيون الذين بثوا الصور الثابتة والمتحركة عبر وكالات الأنباء ووسائل الاعلام الرسمي الفلسطيني، ولولا الدعم البشري اللاحق والسريع من المواقع التنظيمية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح في القدس واريحا ورام الله ومناطق وأقاليم قريبة وبعيدة، ولولا وجود صوت المسجد ألأقصى الشيخ محمد حسين، وأب الكنيسة عبد الله يوليو، لكانت حجارة وسقوف بيوت (الخان الأحمر) الآن في قعر الوادي، وكان أهله مشردين في البوادي، وكنا رأينا جرافات الاحتلال الضخمة الديناصورية وهي تنهش ارضنا لينفذوا مشروعهم الاحلالي الاستيطاني الاستعماري (القدس الكبرى)! ويقطعون التواصل بين رام الله وبيت لحم والخليل، فنصير في جزر منعزلة، لكن الشعب الذي اسقط البوابات الالكترونية حول المسجد الاقصى، لقادر على اسقاط المشروع الاستيطاني الأخطر على وجودنا ومستقبلنا على ارض وطننا فلسطين، ومن يريد ان يعرف كيف سنفعل، فعليه التفكير مليا وهو يقرأ الفصل الأول من (ملحمة الخان الأحمر) ويذهب الى اقصى ما يستطيع من مدى في اعماق ابطال رواية المقاومة الشعبية السلمية.
وهذا نداء من المناضل الوطني ابو علاء وليد عساف: “الخان الاحمر في اتون النار التي لم تنطفئ بعد.. ساندوا الخان الاحمر “فهل استلمنا الرسالة؟! نعتقد انها شيفرة، لكن لا يعرف تفكيكها الا المناضل برتبة وطني. 

الاخبار العاجلة