تبنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونيسكو” امس الثلاثاء ، مشروع قرار بالحفاظ على التراث الثقافي الفلسطيني وطابعه المميز في القدس الشرقية.
وتم اعتماد القرار بعد تصويت المجلس التنفيذي للمنظمة عليه بشكل نهائي، بعد أن كانت لجنة تابعة للمنظمة صوتت عليه الخميس الماضي وأقرته، ليكون تصويت المجلس التنفيذي نهائيا ولا رجعة فيه، رغم الضغوطات الإسرائيلية الكبيرة على الدول الأعضاء بالمنظمة لثنيها عن دعم القرار.
وينص مشروعا القرارين اللذين تم اعتمادهما الخميس 13 أكتوبر/تشرين الأول، خلال جلسة لإحدى لجان منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “اليونيسكو” بأغلبية 24 صوتا مقابل ستة أصوات معارضة وامتناع 26 عضوا عن التصويت وغياب ممثلي دولتين، على “الحفاظ على التراث الثقافي الفلسطيني وطابعه المميز في القدس الشرقية” واعتبار المسجد الأقصى وكامل الحرم الشريف موقعا إسلاميا مقدسا ومخصصا للعبادة .
قرار اليونيسكو جاء نتيجة جهود القيادة على الصعيد الدولي
أكد حسام زملط مستشار الرئيس للشؤون الاستراتيجية ،”أن ما تم تحقيقه باليونيسكو هو نتائج تراكم العمل الدبلوماسي برئاسة الرئيس على المستوى العالمي، كما أكد أن القيادة تتدارس ان تعمل طلب حماية دولية للشعب الفلسطيني، والحصول على قرار اممي بذلك، إضافة إلى التوجه مجددا لمجلس الامن للحصول على دولة كاملة العضوية”.
انتصار فلسطيني بإمتياز
ومن جانبه رحب محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين، بالقرار النهائي الصادر عن منظمة “اليونسكو” القاضي بأن “المسجد الأقصى المبارك هو تراث إسلامي خالص ولا علاقة لليهود به”.
وأكد الهباش، في بيان صحفي، أن هذا القرار “هو إنصاف للحق وإنصاف للتاريخ في مواجهة كافة إجراءات التزييف والتهويد التي تمارسها حكومات الاحتلال المتعاقبة “.
و اعتبرت الجبهة الديمقراطية القرار النهائي الصادر عن منظمة اليونسكو بأن المسجد الاقصى تراث اسلامي خالص انتصارا للقضية الفلسطينية، وقال طلال ابو ظريفة عضو المكتب السياسي للجبهة:”هذا القرار يدحض الاكاذيب الاسرائيلية وفشل للدبلوماسية الاسرائيلية التي مارست ضغطا على منظمة اليونسكو للتراجع عن قرارها السابق”
تخبط اسرائيلي
ويطالب المشروع إسرائيل بإتاحة العودة إلى الوضع التاريخي الذي كان قائما حتى أيلول/سبتمبر من عام 2000، “إذ كانت دائرة الأوقاف الإسلامية الأردنية، السلطة الوحيدة المشرفة على شؤون المسجد”، كما يطالب إسرائيل بوقف انتهاكاتها بحق المسجد، مؤكدا أن تلة باب المغاربة هي جزء لا يتجزأ من المسجد الاقصى، ويرفض الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب.
وكانت إسرائيل قد استبقت التصويت على القرار بتعليق تعاونها مع المنظمة الدولية احتجاجا على نص يمثل “إنكارا للتاريخ ويعطي دعما للإرهاب”.
ومن جانبه أشار منير انسطاس سفير فلسطين في اليونيسكو ، ” إلى أن اسرائيل حاولت حتى اللحظة الأخيرة الضغط على بعض الدول لتغيير مواقفها”.
كما انتقد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على لسان المتحدث باسمه استيفان دوغريك تبني اليونسكو قراراً يعتبر الأقصى تراثاً إسلامياً خالصاً، وقال دوغريك إن “بان كي مون يؤكد من جديد أهمية البلدة القديمة بالقدس وأسوارها للديانات السماوية الثلاث، ويشدد على أهمية الارتباط الديني والتاريخي للمسلمين والمسيحيين واليهود بالأماكن المقدسة”.