أُميّون على جبهة التعليم في الأغوار الشمالية

8 سبتمبر 2019آخر تحديث :
أُميّون على جبهة التعليم في الأغوار الشمالية

يخوض الفلسطينيون على المستويين الرسمي والشعبي، منذ سنوات طويلة، حربا غير تقليدية على جبهة التعليم، تدور رحاها في مناطق الأغوار الشمالية.

هناك، يسعون بكل الطرق إلى محو الأميّة بين صفوف سكان تلك المناطق من رعاة أغنام، وربات بيوت، ومزارعين، وأطفال وفتيان تفتحت عيونهم على “العتمة والجهل”.

الأغوار التي كانت وما زالت منذ احتلال إسرائيل لأراضي عام 1967 في عين الاستهداف اليومي البشع، تأخذ الحياة التعليمية فيها هذه الأيام منحى مختلفا كما يصف مختصون.

مديرية التربية والتعليم في طوباس أوجدت هذا العام مركزا مختصا في قرية عين البيضاء.

قبل إنشاء المركز، كانت عشر طالبات يتلقين دروسهن في محو الأمية في مدرسة بنات عين البيضاء لمدة عام.. أما هذه السنة فصار لهن مركزا مخصصا يتابع تعليمهن عن قرب. معلمتان إحداهن للغة العربية، وأخرى لمادة الرياضيات.

تاريخيا، كما قال مدير التربية والتعليم في طوباس سائد قبها، إن ظاهرة عزوف الطلاب عن الالتحاق بالتعليم كانت منتشرة في مناطق الأغوار الشمالية، وهذه واحدة من أخطر الأمور التي قادت إلى الأمية.

هذه الأيام، توفر التربية والتعليم حافلات لنقل 180 طالبا وطالبة من المضارب البدوية إلى مدارس قرى عين البيضاء، وتياسير، والعقبة، حيث يمكن مشاهدة الطلاب ينتظرون الحافلات المخصصة لنقلهم إلى مدارسهم عند مداخل الطرق الترابية التي تؤدي  إلى خيامه المنتشرة على سفوح التلال.

قال قبها: “سنجعل الجميع يتعلم“.

في دورتها الرابعة عشرة أثناء مؤتمرها العام الذي عقد في 26 تشرين الأول/أكتوبر 1966، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “اليونسكو”، يوم 8 أيلول/سبتمبر من كل عام، يوما دوليا لمحو الأمية بغرض تذكير المجتمع الدولي بأهمية القراءة للأفراد والمجتمعات، ولتوكيد الحاجة إلى تكثيف الجهود المبذولة نحو الوصول إلى مجتمعات أكثر إلماما بمهارات القراءة والكتابة.

واليوم، الثامن من أيلول، يحتفل الفلسطينيون بهذا اليوم بانخفاض نسبة الأمية في فلسطين خلال العقدين الماضيين بنسبة 80% ما جعلها من أقل معدلات الأمية في العالم.

يقول مدير تربية طوباس، سائد قبها: “دأبت التربية منذ سنوات على خطوات عملية للقضاء على الأمية بين المواطنين، وعملت على زيادة عدد المدارس والغرف الصفية في المناطق الغورية”.

نحن هكذا نقضي على الأمية” أضاف قبها.

تقول مديرة المركز أمل فقها، إنه في الأيام القليلة القادمة سيباشر المركز تقديم خدماته للمتقدمات بحيث يبدأ الدوام فيه عند الثانية ظهرا، ويقصده خمس طالبات من النساء بأعمار تتراوح بين 40-55 عاما، بواقع ثلاث ساعات يوميا، وخلال الساعات الثلاث المخصصة للتعليم، فإن المدرسة توفر استراحات بين الدروس.

“تحصل الطالبات على استراحات يحتسين بها القهوة، ويتناولن بعض الأشياء الخفيفة” أضافت فقها.

بالأرقام الرسمية، فإن نسبة الأمية بين الإناث أعلى منها بين الذكور كما اشار الجهاز المركزي للإحصاء، اليوم الأحد في تقريره عن الأمية.

وينقسم التعليم في المركز لمستويين اثنين، ففي المستوى الأول ومدته سنتان، تتلقى المستفيدة من مواد اللغة العربية، الرياضيات، والثقافة العلمية، والتلاوة حسب الخطة.. بعد ذلك، تتقدم الطالبة لامتحان مستوى تمنح على إثره لشهادة توازي شهادة الصف السادس في الوضع الطبيعي، ثم يتبع ذلك أن تكمل الطالبة تعليمها لمدة عامين آخرين بشكل أوسع في مواد المستوى الأول، بالإضافة لمادة التكنولوجيا، وتتقدم لامتحان مستوى تمنح على إثره شهادة توازي شهادة الثانوية العامة.

“كانت النساء قبل الالتحاق بالمركز لا يقدرن على الكتابة، ولا القراءة، اليوم يقرأن، ويكتبن، ويحسبن“. قالت فقها، وأضافت: “مستواهن جيد.. في المتابعة سيتطورن أكثر“.

ولا توجد لدى مديرية تربية طوباس أرقاما دقيقة عن نسب الأمية بين الطلاب في مناطق الأغوار الشمالية، لكن المديرية تطرقت لأرقام عن التسرب التي وصلت حسب آخر إحصائية لــ1.2%، بعد أن وصلت قبل خمس سنوات لــ8% .

وتظهر مؤشرات الجهاز المركزي للإحصاء أن انخفاضا كبيرا في معدل الأمية طرأ منذ العام 1997، بحيث وصل لنسبة 80%، وأن معدل الأمية في فلسطين، هي من أقل المعدلات على مستوى العالم.

قبها يرى أن القضاء على التسرب هو فعليا القضاء على الأمية، واعتبر أن “هذه أول خطوة للقضاء على الأمية“.، فيما أضافت فقها: “من خلال هذا المركز سنقضي على الأمية في الأغوار، وستصبح الأغوار دون أميين خلال السنوات القادمة“. 

وفا.

الاخبار العاجلة