ينابيع الأغوار بين تجفيف الاحتلال وسرقة المستوطنين

10 أكتوبر 2019آخر تحديث :
ينابيع الأغوار بين تجفيف الاحتلال وسرقة المستوطنين

الحارث الحصني

يسقي المواطن مهيب فتحي أبو محسن من سكان عين الحلوة بالأغوار الشمالية، أبقاره مرتين يوميا من مياه نبع عين الحلوة، صباحا قبل توجهه إلى المراعي، ومساء بعد عودته، لكنه لا يعرف ما إذا كانت أبقاره ستشرب من النبع بعد اليوم أم لا، ذلك لأن المستوطنين استولوا عليه وشرعوا بترميمه.

يقول الناشط الحقوقي عارف دراغمة إنه من الممكن أن يقوم المستوطنون بسحب مياه النبع نحو البؤر العشوائية التي أقاموها على أراضي المواطنين في السنوات الماضية، كما أنه قريب من مستوطنة “مسكيوت” والتجمع الاستيطاني الجديد في “أبو القندول”، المقامتان عنوة على أراضي المواطنين.

وتنتشر في الأغوار الشمالية عشرات الينابيع “العذبة، والمالحة”، التي جف بعضها بسبب سياسيات شركات الاحتلال في حفر الآبار الجوفية، لكن نبع عين الحلوة واحد من المياه العذبة، التي استغلها المواطنون في الاستخدام المنزلي، ولري مزروعاتهم.

الآن، بعدما أصبحوا يعتمدون على المياه التي يتم شراؤها من قريتي عين البيضا، وبردلة المجاورتين عبر الصهاريج، صارت مياه النبع تستخدم لسقي المواشي.

يقول أبو محسن: “لو أردنا شراء المياه لسقاية أبقارنا لاحتجنا 45 برميل يوميا، النبع وفر علينا تكاليف عالية”.

يواجه سكان الأغوار الشمالية مشكلة في المياه، بسبب سياسات الاحتلال المتبعة أولا، والمستوطنين الذين ينتشرون في بؤر عشوائية منذ سنوات ثانيا، هؤلاء يمتهنون مهنة الرعي التي يتميز بهما المواطنون هناك.

وفي الصيف الملتهب، تزداد حاجة المواطنين لمياه الينابيع التي تساعدهم على البقاء في أراضيهم، المستهدفة، لكن صار عدد ضئيل من الرعاة يوردون أبقارهم للشرب من المياه، حيث أخبرنا أبو محسن الذي يسكن المنطقة منذ أكثر من خمسين عاما “أن عشرات الرعاة كانوا يتوافدون على النبع لسقي مواشيهم، لكن صار للمستوطنين اليوم مواشي تزاحمنا عليها”.

تقول الأرقام الواردة في ورقة حقائق حول الأغوار الشمالية، أعدها مركز عبد الله الحوراني للدراسات التابع لمنظمة التحرير أواخر العام 2017، إن “الأغوار الشمالية تقع ضمن الحوض المائي الشرقي الأكبر في فلسطين، ورغم ذلك تسيطر إسرائيل على 85% من مياهها، فيما يتحكم الفلسطينيون بـ15% المتبقية”.

كما أن معدل استهلاك المستوطن القاطن في الأغوار الشمالية يزداد 8 أضعاف عما يستهلكه المواطن الذي يقطن في أماكن أخرى”.

وبحسب مركز حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة “بتسيلم”، فإن حق الحصول على المياه والتمديدات الصحية حق أساسي نصت عليه المواثيق الدولية التي التزمت بها إسرائيل، ومن واجبها احترامها في جميع المناطق الواقعة تحت سيطرتها، لكن ما قامت به شركة “مكروت” من حفر لآبار المياه تسبب بتجفيف عشرات الينابيع المنتشرة في المنطقة.

وتبين أن سلطات الاحتلال تسعى من وراء سياستها المتبعة تجاه المياه في الأغوار إلى ترحيل المواطنين عن منازلهم.

الاخبار العاجلة