اعتقال الصحفيين في القدس المحتلة.. تعد على الحريات التي يحميها القانون الدولي

6 ديسمبر 2019آخر تحديث :
اعتقال الصحفيين في القدس المحتلة.. تعد على الحريات التي يحميها القانون الدولي

اعتبر خبراء قانونيون أن ما قامت به سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بحظر تلفزيون فلسطين من العمل في مدينة القدس المحتلة، واعتقال طاقمه اليوم الجمعة، خرق للقانون الدولي وتعديا على الحريات التي يحميها القانون الدولي.

وقال المختص بالقانون الدولي المحامي مدحت ديبه لـ”وفا”، إن ما جرى بحق طاقم تلفزيون فلسطين يعتبر تعديا على الحريات التي يحميها القانون الدولي والمتمثلة بحرية العمل الإعلامي في مدينة القدس.

وأضاف دبيه أن الهدف مما جرى اليوم في القدس من اعتقال للصحفيين الأربعة منع أي تواجد للمؤسسات الفلسطينية السيادية في القدس المحتلة، خصوصا أن التلفزيون يعمل منذ 20 عاما في القدس، ويعتبر من رموز السيادة الفلسطينية.

وأوضح أن منع البث من القدس المحتلة مخالف لكل الأعرف والقوانين الدولية، وهو مخالف أيضا لاتفاقية أوسلو، واتفاقية جنيف الرابعة التي تضمن حرية العمل لكل من هو تحت الاحتلال، وأقرت أن المس بالصحفيين يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون الدولي.

وشدد على أن انضمام فلسطين للمعاهدات الدولية يخولها برفع دعاوى ضد ما يقوم به الاحتلال بحق الصحافة والصحفيين في القدس المحتلة، ويمكن وقف هذه الجرائم بالتوجه للمؤسسات الدولية من أجل وضع حد للجرائم المرتكبة بحق الصحفيين.

إلى ذلك أدانت الرئاسة، اعتقال سلطات الاحتلال الإسرائيلي، لطواقم تلفزيون فلسطين العاملة في القدس المحتلة، معتبرة أن هذا الاستهداف جزء من مخطط حكومة الاحتلال الإسرائيلي لفرض السيطرة على مدينة القدس المحتلة بمقدساتها الإسلامية والمسيحية.

وأكدت الرئاسة، أن هذه الانتهاكات ما كانت لتتم، لولا التشجيع الذي أخذته الحكومة الإسرائيلية من الإدارة الأميركية، التي نقلت سفارتها إلى القدس، واعتبرتها “عاصمة دولة إسرائيل”.

من جهتها، أدانت الحكومة إقدام سلطات الاحتلال الإسرائيلي على اعتقال طاقم تلفزيون فلسطين في مدينة القدس المحتلة، اليوم الجمعة، بعد أسابيع على حظرها عمل التلفزيون المدينة المحتلة.

وحذرت الحكومة في بيان على لسان الناطق الرسمي باسمها إبراهيم ملحم، من تبعات هذا الإجراء الخطير، ومن النوايا المبيتة التي تعد لها سلطات الاحتلال ضد القدس وأهلها ومقدساتها في العتمة وبعيدا عن الأضواء.

بدورها، أدانت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، قيام سلطات الاحتلال ومخابراته باعتقال طواقمها في مدينة القدس المحتلة صباح اليوم الجمعة.

وقالت الهيئة: إن هذه الجريمة الإسرائيلية تضاف إلى سلسلة الجرائم السابقة التي ارتكبت بحق الإعلام والإعلاميين الفلسطينيين.

وطالبت الهيئة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية وتحديدا التي لها علاقة بالحريات العامة والديمقراطية بالتدخل للدفاع عن مبادئها أمام هذا الانتهاك المباشر لهذه المبادئ.

وشددت الهيئة على أنها ماضية في القيام بواجبها تجاه أبناء شعبنا في أماكن تواجده وفي أراضي دولة فلسطين كافة، وتحديدا في القدس المحتلة عاصمة دولة فلسطين.

من جانبه، قال مدير مركز الحقوق الاجتماعية والاقتصادية المحامي زياد الحموري، لـ”وفا”، إن ما يجري بحق الصحفيين الفلسطينيين في القدس مخالف لكل القوانين الإسرائيلية علاوة على مخالفته للقانون الدولي.

وأضاف أنه حسب الاتفاقيات والتفاهمات الموقعة بين الجانبين، بث التلفزيون من القدس طبيعي ووجود مراسلين للعمل أمر طبيعي، وتلفزيون فلسطين يعمل منذ اتفاق أوسلو وحتى اليوم، مشيرا إلى أن قرار إسرائيل لمنع كل شيء فلسطيني في القدس، يهدف لإنهاء أي علاقة بين القدس وبين الدولة الفلسطينية.

وأوضح أن الخطوات المقبلة مثيرة للتشاؤم، وتتعلق بسن قانون من الاحتلال لمعاقبة كل شخص له علاقة مع السلطة الوطنية، وتصل إلى السجن 3 سنوات.

وقال إن كل القانونين الدولية تضمن حرية الصحافة، فالصحفيين المعتقلين لم يدخلوا متسللين للقدس بل هم يعملون في القدس ويحملون هويات مقدسية، وموجودون على شاشات التلفزة بشكل دائم، وما حدث انتهاك صارخ لكل الأعراف والقوانين الدولية.

من ناحيتها، أدانت حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” اعتقال سلطات الاحتلال ومخابراته الطواقم العاملة في تلفزيون فلسطين في القدس المحتلة، اليوم الجمعة، ووصفته بــ”المحاولة البائسة لطمس الحقيقة”.

وأكد فتح في بيان صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة، أن القدس ستبقى عاصمة دولة فلسطين، وأن هذه الجريمة الإسرائيلية جزء من مسلسل الاحتلال الرامي لتهويد مدينة القدس المحتلة، وجزء من الحرب على الإعلام الفلسطيني.

وأكدت وقوفها إلى جانب الإعلام الوطني الفلسطيني في مواجهة الاحتلال وإجراءاته وجرائمه بحق الإعلام الفلسطيني من إعلاميين وصحفيين ومؤسسات.

من جانبها، أدانت نقابة الصحفيين، اعتقال سلطات الاحتلال الإسرائيلي طاقم مكتب تلفزيون فلسطين في القدس المحتلة، دانا أبو شمسية وأمير عبد ربه، وكريستين الريناوي، وعلي ياسين، صباح اليوم الجمعة، وذلك خلال بث برنامج صباح الخير يا قدس.

وأكدت النقابة، في بيان لها، أنها ماضية في إجراءاتها القانونية بالقضاء الدولي ضد سلطات الاحتلال وجرائمه بحق الإعلام الفلسطيني.

من جهته، أدان سفير دولة فلسطين لدى مصر، مندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية دياب اللوح، إقدام سلطات الاحتلال الإسرائيلي، على اعتقال طاقم تلفزيون فلسطين في مدينة القدس المحتلة، خلال قيامهم بواجبهم المهني.

واعتبر اللوح في بيان له، أن هذه الخطوة خرق صارخ لكل المواثيق الدولية التي تحمي الصحفيين خلال ممارسة عملهم الصحفي، واستمرار للهجمة على الإعلام الفلسطيني بهدف طمس جرائم الاحتلال والقمع الممنهج على شعبنا.

الاخبار العاجلة