فلسطين تختتم فترة رئاستها لمجموعة ال77 + الصين

16 يناير 2020آخر تحديث :
الرئيس محمود عباس
الرئيس محمود عباس

اختتمت دولة فلسطين رسميا يوم الأربعاء  15-  يناير  -2020 فترة رئاستها لمجموعة الـ77 + الصين.

وفي مراسم رسمية عقدت في المقر الدائم بنيويورك، شارك فيها كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس الجمعية العامة تيجاني محمد باندي، سلمت فلسطين مطرقة الرئاسة إلى جمهورية غيانا.

وأثنى غوتيريش على الجهود التي بذلتها فلسطين في توجيه عمل مجموعة ال77 + الصين على مدى الأشهر 12 الماضية، مغتنمًا الفرصة لدعوة الدول النامية التي تشكل في أغلبها مجموعة 77 والصين، إلى تحقيق التزاماتها المعلنة في خطة عمل أديس أبابا، بما فيها المساعدة الإنمائية الرسمية.

وأضاف “في عام 2019 وضعنا أول حجر زاوية، وهذه السنة ستنتقل إصلاحاتنا من المرحلة الهيكلية والإجراءات إلى التنفيذ والنتائج. إن إصلاحاتنا موجهة لنظام تنمية أممي يتجذر في المبادئ التي تناصرها مجموعة الـ 77 + الصين وأول هدف هو القضاء على الفقر.”

وافاد الأمين العام أن القضاء على الفقر بجميع أبعاده يظل التحدي العالمي الوحيد الأكبر وسيكون العمود المركزي في العمل، إضافة إلى القضايا الأخرى والتي تشمل التغير المناخي والمساواة بين الجنسين وتخفيض الفروقات فيما بين الدول وداخلها.

هذا وسلم وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، ممثلا عن رئيس دولة فلسطين محمود عباس، رئاسة المجموعة ال77 والصين إلى جمهورية غيانا، ممثلة برئيس وزرائها، نائب الرئيس موسى ناجاموت، في مراسم رسمية بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.

وألقى وزير الخارجية كلمة دولة فلسطين كرئيس للمجموعة، معربا عن شكره للدول الأعضاء في المجموعة على الدور الذي لعبته في دعم رئاستنا، والجهود التي قادتها فلسطين وفرق العمل من أجل البشرية وأهداف مجموعة ال77، متمنيا النجاح لجمهورية غيانا في مهمتها في رئاسة المجموعة.

وأشار إلى أن دولة فلسطين ستكون داعمة لجهودهم وستعمل على نجاح مهمتهم.

وقدم المالكي هدية من الرئيس محمود عباس تكريما للأمين التنفيذي لمجموعة ال77 مراد احميا على جهوده وجهود سكرتاريا مجموعة ال 77 ودورهم الرئيس في الحفاظ على الذاكرة المؤسسية للمجموعة.

وقال “قبل عام، مُنحت بلادي فلسطين شرفا فريدا وامتيازا تاريخيا باختيارها بالتزكية لرئاستها لمجموعة الـ77 والصين، والتزمنا بهذه المسؤولية عن ظهر قلب، وحملنا هذه الثقة بأمانة ووفاء، ما جعل دولة فلسطين أكثر فخرا بالانتماء إلى هذه المجموعة منذ عام 1976، فذلك يشهد لمجموعتنا عن التضامن الحقيقي بين أعضائها والتآزر الثابت داخل صفوفها، وأن وحدتها ليست شعارا بل فعلا وعرفا وقيمة نادرة في الوقت الحرج الذي تمر به منظومتنا الدولية متعددة الأطراف بسبب محاولات التشكيك بالمبادئ التي نحتكم إليها والمواقف التي نعتمد عليها في الأمم المتحدة”.

وأضاف: “مجموعتنا اختارت دولة مراقب تعيش تحت الاحتلال وتواجه تحديات لا حصر لها، لتمثيلها والدفاع عن مصالحها ومقاصدها، ولم تطلب في ذلك إذنا، ولم تستسلم لاعتراض، ولم تقلق بشأن العواقب، ولم تخضع للشروط”.

واستعرض المالكي أبرز الإنجازات التي قامت بها دولة فلسطين خلال توليها رئاسة المجموعة عام 2019، والتي تركزت على ضمان التنفيذ الأمين لأهداف التنمية السبع عشر المعروفة باسم أهداف التنمية المستدامة 2030.

وتابع: “لعبت المجموعة دورا حاسما في صياغة والاعتماد بالإجماع الإعلان السياسي الذي تم تبنيه في قمة أهداف التنمية المستدامة، والحفاظ على سلامة وتكامل خطة عام 2030، بما في ذلك هدف القضاء على الفقر، وتحديد إجراءات ملموسة لضمان تنفيذه، كما لعبت المجموعة أيضا دورا مهما في التركيز على وسائل التنفيذ في سياق تمويل التنمية وملكية البلدان النامية في التعاون فيما بين بلدان الجنوب في مؤتمر BAPA 40”.

وقال المالكي: “نجحت المجموعة، في سياق دورها الريادي في اللجنة الثانية، في التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي بشأن لغة الشمولية عبر 20 قرارا، مع الحفاظ إلى حد كبير على الإجماع في هذه اللجنة المهمة، مع الحفاظ على الحاجة إلى ضمان ألا يُترك أحد خلف الركب، ولا سيما الأشخاص الذين يعانون من أوضاع هشه والبلدان الأكثر ضعفا”.

وأضاف: “أمس، تم إجراء تصويت تاريخي دفاعا عن التمثيل الجغرافي العادل والعريض لضمان أن تكون عضوية اللجنة الاستشارية لشؤون الإدارة والميزانية (ACABQ) شبيهة لعضوية الأمم المتحدة وتصحيح التمثيل غير العادل وغير المناسب، والمجموعات الإقليمية التي تشكل البلدان النامية جزءا منها، في هذا الصدد، يمكننا جميعا أن نفخر بالوحدة والتضامن والتصميم اللذين أبدتهما المجموعة”، معربا عن شكره للشركاء الذين صوتوا مؤيدين لمشروع قرار مجموعة الـ 77 والصين، وهم: روسيا البيضاء، وكازاخستان، والمكسيك، والنرويج، وروسيا الاتحادية.

وتابع: “واصلت المجموعة قيادة الجهود المبذولة لمكافحة عدم المساواة داخل البلدان وفيما بينها، كما يتضح من مشاركتها في لجان التنمية الاجتماعية، ووضع المرأة والسكان والتنمية، وكذلك الشؤون الإنسانية، واستمرت المجموعة في أن تكون صوتا قياديا قويا في اتصالات الأمم المتحدة للترويج لنظام عالمي أكثر عدلا وفعالية للمعلومات والاتصالات يسهم في ترسيم نظام اقتصادي أكثر إنصافا ويعزز السلام والتفاهم الدولي”.

وأوضح المالكي أن المجموعة لعبت دورا رائدا في تعزيز الحفاظ على محيطنا، والحفاظ على التنوع البيولوجي البحري واستخدامه المستدام في المناطق الواقعة خارج نطاق الولاية الوطنية، بما في ذلك من خلال دعم عقد مؤتمر الأمم المتحدة الثاني للمحيطات وفي كونه لاعبا نشطا في المفاوضات.

وقال المالكي: “استقبلت دولة فلسطين رئاسة المجموعة من مصر وتمررها اليوم إلى غيانا، تجسيدا لسلسلة متواصلة من المسعى المشترك الذي بدأ قبل 55 عاما وهذا أكثر أهمية اليوم من أي وقت مضى، وستكون القمة بين الجنوب والجنوب التي ستعقد هذا العام في أوغندا معلما هاما في مسيرتنا الطويلة نحو نظام عالمي شامل وعادل ومنصف يدعم حقوق الجنوب العالمي ويلبي احتياجاته”.

وأضاف: “أن فلسطين تعرف ما يعنيه أن تتخلف عن الركب، وشرفت أن تكون جزءًا من مجموعة تدافع كل يوم عن مصالح البلدان النامية، ولا سيما البلدان التي تواجه أوضاعا خاصة، ولا سيما البلدان الأفريقية وأقل البلدان نمواً والبلدان النامية غير الساحلية والدول الجزرية الصغيرة النامية وكذلك البلدان متوسطة الدخل والبلدان التي تمر بفترة صراع وما بعد الصراع والبلدان والشعوب التي تعيش تحت الاحتلال الأجنبي”.

ونقل المالكي رئاسة المجموعة إلى رئيس وزراء غيانا معلنا انتهاء رئاسة دولة فلسطين للمجموعة وبدء رئاسة غيانا.

بدوره، أعرب رئيس وزراء غيانا عن شكره العميق لدولة فلسطين ورئيسها محمود عباس، على دورهم الفعال في الحفاظ على الاجماع داخل مجموعة ال 77، مطالبا الحضور بالتصفيق شكرا لدولة فلسطين.

وشدد ناجاموت على دعم بلاده ورئاسة المجموعة في إنهاء الابارتايد والاحتلال، وتحقيق حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير.

وعبر باسم كافة أعضاء المجموعة عن شكره لدولة فلسطين على الانجازات التي قامت بها خلال ترؤسها مجموعة ال77 والصين، وما قدمته لهذه المجموعة خلال العام الماضي.

من جهة أخرى أطلع مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور، في اليوم الأخير لترؤسه مجموعة الـ77 والصين، وزير الدولة السعودي فهد المبارك، بصفته ممثلا لمجموعة العشرين، على إنجازات دولة فلسطين خلال ترؤسها المجموعة (77 والصين) على مدار عام 2019.

وأشار منصور، خلال اللقاء، إلى الارتباط الوثيق والمهم بين المجموعتين، سيما أن بعض دول مجموعة العشرين، كالصين، والهند، وأندونيسيا، والمملكة العربية السعودية، وجنوب إفريقيا، إلى جانب الأرجنتين والبرازيل، هي أعضاء في مجموعة الـ77 والصين، بمعنى أن هناك ارتباط وثيق ومهم بين المجموعتين لجهة إنفاذ أجندة التنمية 2030، وكذلك تمويل التنمية كما اتفقت عليه الأسرة الدولية في خطة أديس أبابا لتمويل التنمية.

ونوه إلى أهمية تكامل الأدوار بين مختلف المجموعات، والمؤسسات الدولية الفاعلة كالبنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، حيث يوجد لمجموعة الـ77 والصين ممثلا في واشنطن يغطي اجتماعات مجموعة الأربعة وعشرين والبنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، مؤكدا ضرورة مواصلة التعاون والتنسيق فيما بين المجموعات لصالح تنفيذ أهداف التنمية المستدامة الـ17، وعلى رأسها القضاء على الفقر بجميع أشكاله وأبعاده.

من جانبه، ثمن الوزير المبارك الدور القيادي الذي لعبته دولة فلسطين خلال عام 2019 بصفتها رئيسا لمجموعة الـ77 والصين، مضيفا أن مجموعة العشرين ليست قاصرة على دول الشمال فقط، بل هي خليط ما بين الشمال والجنوب.

وأشار إلى أن مجموعته تتناول التنمية المستدامة من خلال ثلاثة أبعاد؛ الناس والتكنولوجيا والبيئة، وهي قريبة جدا من تلك التي ارتكزت عليها أجندة التنمية المستدامة؛ الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. واتفق الطرفان على ضرورة استمرار التشاور والتنسيق بين المجموعتين.

وحضر اللقاء سفيرا المملكة العربية السعودية وغوايانا لدى الأمم المتحدة، عبد الله المعلمي، وردولف مايكل.

الاخبار العاجلة