42 عاماً على استشهاد «عروس يافا»

11 مارس 2020آخر تحديث :
42 عاماً على استشهاد «عروس يافا»

تقرير صدى الاعلام: يصادف اليوم الأربعاء  الذكرى الثانية والأربعون لاستشهاد الفتاة الفلسطينية المناضلة  دلال المغربي، والتي قادت عملية فدائية نفذتها حركة فتح عام في 11 آذار/مارس 1978.

ولدت عروس يافا عام 1958 في إحدى مخيمات بيروت وهي ابنة لأسرة من يافا لجأت إلى لبنان في أعقاب النكبة عام 1948.

 تلقت دلال دراستها الابتدائية في مدرسة يعبد ودرست الإعدادية في مدرسة حيفا وكلتا المدرستين تابعتين لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين في بيروت.

التحقت المغربي بالحركة الفدائية وهي على مقاعد الدراسة فدخلت عدة دورات عسكرية وتدربت على مختلف أنواع الأسلحة وحرب العصابات وعرفت بجرأتها وحماسها الثوري والوطني.

كان عام 1978عاماً سيئاً على الثورة الفلسطينية فقد تعرضت إلى عدة ضربات وفشلت لها عدة عمليات عسكرية وتعرضت مخيماتها في لبنان إلى مذابح وأصبح هناك ضرورة ملّحه للقيام بعملية نوعية وجريئة لضرب إسرائيل في قلب عاصمتها فكانت عملية كمال العدوان.

 وضع خطة العملية الشهيد خليل الوزير (أبو جهاد)، وكانت تقوم على أساس القيام بإنزال على الشاطىء الفلسطيني والسيطرة على حافلة عسكرية والتوجه إلى “تل أبيب” لمهاجمة مبنى الكنيست الإسرائيلي، وكانت العملية فدائية  ومع ذلك تسابق الشباب الفلسطيني على الاشتراك بها وكان على رأسهم دلال المغربي ابنة العشرين ربيعاً وفعلاً تم اختيارها كرئيسة للمجموعة التي ستنفذ العملية والمكونة من عشرة فدائيين.

عرفت العملية باسم كمال عدوان وهو القائد الفلسطيني المسؤول عن تفعيل خلايا في فلسطين وهو الذي قتل في بيروت عام 1973 مع كمال ناصر المتحدث باسم حركة فتح، ومحمد النجار (أبو يوسف) قائد العمليات في فتح، وكان باراك رئيساً للفرقة التي تسللت آنذاك إلى بيروت وقتلتهم في بيوتهم في شارع السادات بقلب بيروت وعرفت الفرقة التي قادتها دلال المغربي باسم فرقة دير ياسين.

في صباح يوم 11 آذار/مارس 1978 نزلت دلال مع فرقتها الانتحارية من قارب كان يمر أمام الساحل الفلسطيني واستقلت مع مجموعتها قاربين مطاطيين ليوصلهم إلى الشاطىء في منطقة غير مأهولة ونجحت عملية الإنزال والوصول إلى الشاطىء ولم يكتشفها الإسرائيليون بخاصة وأن إسرائيل لم تكن تتوقع أن تصل الجرأة بالفلسطينيين للقيام بإنزال على الشاطىء على هذا النحو.

نجحت دلال وفرقتها في الوصول إلى الشارع العام المتجه نحو “تل أبيب” وقامت بالاستيلاء على باص إسرائيلي بجميع ركابه من الجنود وكان هذا الباص متجهاً إلى “تل أبيب” حيث أخذتهم كرهائن واتجهت بالباص نحو “تل أبيب” وكانت تطلق النيران خلال الرحلة مع فرقتها على جميع السيارات الإسرائيلية التي تمر بالقرب من الباص الذي سيطرت عليه مما أوقع مئات الإصابات في صفوف جنود الاحتلال بخاصة وأن الطريق الذي سارت فيه دلال كانت تستخدمه السيارات العسكرية لنقل الجنود من المستعمرات الصهيونية في الضواحي إلى العاصمة “تل أبيب”.

بعد ساعتين من النزول على الشاطىء وبسبب كثرة الإصابات في صفوف الاحتلال وبعد أن أصبحت دلال على مشارف “تل أبيب” كلفت الحكومة الإسرائيلية فرقة خاصة من الجيش يقودها قائد جيش الاحتلال آنذاك يهودا باراك بإيقاف الحافلة وقتل أو اعتقال ركابها من الفدائيين.

قامت وحدات كبيرة من الدبابات وطائرات الهيلوكوبتر برئاسة باراك بملاحقة الباص إلى أن تم توقيفه وتعطيله قرب مستعمرة “هرتسليا”.

هناك اندلعت حرب حقيقية بين دلال وقوات الاحتلال الإسرائيلي حيث فجرت دلال الباص بركابه الجنود فقتلوا جميعهم وقد سقط في العملية عشرات الجنود من الاحتلال ولما فرغت الذخيرة من دلال وفرقتها أمر باراك بحصد الجميع بالرشاشات فاستشهدوا كلهم على الفور.

«عروس يافا» تركت وصية مكتوبة بخط يدها وما زالت سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحتجز جثمانها في (مقابر الأرقام) جاء فيها: “وصيتي لكم جميعا أيها الإخوة حملة البنادق تبدأ بتجميد التناقضات الثانوية، وتصعيد التناقض الرئيسي ضد العدو الصهيوني وتوجيه البنادق كل البنادق نحو العدو الصهيوني، واستقلالية القرار الفلسطيني تحميه بنادق الثوار المستمرة لكل الفصائل، أقولها لإخواني جميعا أينما تواجدوا: الاستمرار بنفس الطريق الذي سلكناه”.

الاخبار العاجلة