أثار تقرير صدر أمس الثلاثاء، عن علاج فعال لمرض فيروس كورونا المستجد كوفيد-19، شكوك الأطباء الأمريكيين وتفاؤلهم فى الوقت نفسه، إذ قالوا إن سحب دراسة مؤثرة عن المرض الناجم عن فيروس كورونا فى الآونة الأخيرة جعلهم يريدون الاطلاع على مزيد من البيانات.
وأدت الضغوط الدولية، من أجل التوصل إلى علاج أو لقاح إلى تسريع نشر نتائج الدراسات التى تُجرى على الفيروس، مما يثير الارتباك بشأن ما إذا كانت هذه العلاجات قد ثبُتت فعاليتها. وسحبت دورية لانسيت الطبية البريطانية المرموقة دراسة مؤثرة عن المرض هذا الشهر لأسباب تتعلق بالبيانات.
وقال باحثون فى بريطانيا، إن عقار ديكساميثازون، المستخدم فى علاج الالتهابات الناجمة عن أمراض أخرى، خفض معدل الوفيات بين مرضى الحالات الحرجة من فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 بنحو الثلث وأنهم سيعملون على نشر التفاصيل الكاملة فى أقرب وقت.
لكن بعد بضع ساعات، حذر أكبر مسئول طبى فى كوريا الجنوبية من استخدام هذا الدواء فى علاج حالات كوفيد-19 بسبب أعراض جانبية محتملة.
وقالت الطبيبة كاثرين هيبرت مديرة وحدة الرعاية المركزة فى المستشفى العام فى ماساتشوستس التابع لجامعة هارفارد، “لُدغنا من قبل، ليس فقط أثناء جائحة فيروس كورونا المستجد ولكن من قبلها، من نتائج مثيرة اتضح أنها غير مقنعة عندما أطلعنا على بياناتها”.
وأضافت هيبرت، أن نشر البيانات قد يساعدها على تقييم النتائج وتحديد المرضى الذين يمكن أن يحققوا أعلى استفادة من الدواء فضلا عن الجرعات المناسبة.
وتابعت، “آمل بشدة أن يكون ذلك حقيقيا لأنها ستكون خطوة كبيرة للأمام فى قدرتنا على مساعدة المرضى” لكنها أضافت أنها لن تغير الممارسات العلاجية فى هذه المرحلة.
وحذر الطبيب توماس مكجين نائب كبير الأطباء فى نورثويل هيلث، أكبر منظومة للرعاية الصحية فى نيويورك، من أن الأدوية من عائلة الستيرويدات يمكن أن تثبط الجهاز المناعي. وقال لرويترز إن الأطباء يستخدمون الستيرويدات على حسب كل حالة على حدة.
وأضاف، “يجب أن نرى كيف ستبدو الدراسة (فى آخر الأمر) بالنظر إلى نمط السحب (الدراسات) السائد حاليا… أنتظر رؤية البيانات الحقيقية وما إذا كانت ستخضع لمراجعة النظراء وتجد طريقها للنشر فى دورية حقيقية”.
وحث الطبيب مارك ورفيل الأستاذ بجامعة واشنطن، الباحثين على عرض البيانات قبل النشر الرسمي.
وقال، “سيكون ذلك مفيدا للغاية فى مساعدتنا على مقارنة مرضانا بمرضاهم وتحديد ما إذا كان الدواء ملائما لاستخدامه على المرضى”.
