فلسطين فقط هي الوطن

26 فبراير 2017آخر تحديث :
فلسطين فقط هي الوطن

بقلم: أسرة التحرير عن الخليج الإماراتية

لم يقدم الفلسطينيون مئات آلاف الشهداء طوال سنوات الصراع كي يقبلوا بأي وطن آخر غير وطنهم، ولم يصمدوا في المنافي والشتات وعلى أرضهم إلا لتأكيد حقهم في أرضهم والعودة إليها.

والكلام عن وطن بديل في الأردن أو سيناء أو توطين هنا وهناك لا يعنيهم.. هو كلام يصب في المشروع الصهيوني الخبيث القائم على التوسع والعدوان من أجل تصفية القضية وأهلها، وتكريس يهودية الكيان.

الفلسطينيون الذين أتخموا بالوعود والقرارات، وذاقوا كل أشكال المرارات، وعانوا الخيبات العربية والدولية، بلغوا مرحلة الرشد منذ زمن طويل ولم تعد تغريهم أو تستهويهم أفكار وطروح بالية عن «دولة» وهمية أو سلطة اسمية، كما لم يعودوا سذجاً إلى درجة تصديق ما يقال لهم عن عمل عربي مشترك من أجل فلسطين التي خرجت عن شاشة الرادارات العربية وتاهت في فضاء المماحكات وتصفية الحسابات والبحث عن قضايا أخرى تستنزف الجهد والمال والوقت بعدما صار الصراع مع «إسرائيل» وجهة نظر.

يمكن لأي كان، لنتنياهو أو أفيغدور ليبرمان، أو غيرهما من الصهاينة، كما كان حال من كان قبلهما من القادة الصهاينة الحديث عن وطن بديل، أو دولة للفلسطينيين في مكان ما.. كما يمكن لترامب أن يتحدث عن «دولة» أو «دولتين»، ويمكن لأي زعيم عربي أو غير عربي أن يجتمع ويناقش مع أي كان ما يراه مناسباً لتسوية الصراع.. لكن أحداً لا يستطيع أن يفرض على الشعب الفلسطيني القبول بغير أرضه وطناً له.

منذ حوالى سبعين عاماً والشعب الفلسطيني يقبض على قضيته كالقابض على الجمر، يحملها إرثاً مقدساً مجبولاً بالدم والطهارة، يتوارثها من جيل إلى جيل، يقاتل من أجلها بالصدور العارية والسواعد والحجارة والأسنان والسكاكين وبكل ما امتلكت يداه.. لم يهن ولم يستكن ولم يستسلم حتى في أشد أوقات المحن وأعاصير النار والدمار التي عاشها في مخيمات الشتات ومواقع الصمود على خطوط المواجهة، وفي شوارع وأزقة القدس والخليل وجنين وبيت لحم وجباليا وغزة ورفح. كل ذلك لم يفت في عضده ولم يقبل بأنصاف الحلول وأرباعها، لأن لا نصف وطن ولا ربع وطن، إنما كل الوطن الذي اسمه فلسطين، وسيبقى هذا هو اسمه رغم المؤامرات والدسائس والمشاريع المسمومة واللقاءات السرية والعلنية.

لا تصدقوا أن هذا الشعب الذي صمد وقاوم وضحى ولا يزال يقف وحيداً يدافع عن أقداس المسلمين، وفي خطوط المواجهة الحقيقية يمكن أن يساوم على وطنه ويقبل بغيره، مهما كانت المغريات أو الضغوط أو المؤامرات.

الاخبار العاجلة