شـــــكــــــرًا ريـــــمـــــا

18 مارس 2017آخر تحديث :
شـــــكــــــرًا ريـــــمـــــا

بقلم: ريموندا حوا طويل – القدس

في هذا الزمن الرديء، وفي زمن ضعفنا وخنوعنا وانشقاقاتنا نكاد أن لا نصدق ما فعلت. لقد أعطيتنا درسا في الكرامة يا ريما. لقد فعلت ما لم يستطع أن يفعله أحد فينا يا ريما. لقد أعطيتنا درس في الكرامة في وقت نسينا ما معنى الكرامة.. ما أنبلك يا ريما.

تللك المرأة العروبية الأردنية التى ترعرعت في الكويت ودرست في الجامعة الأميركية في بيروت وعاشت مع الفلسطينيين معاناتهم في مخيمات اللجوء. لم تهادن عندما طلب منها الأمين العام للأمم المتحدة سحب تقرير “الاسكوا” -وهي أمينته العامة- الذي يدين إسرائيل ويصفها بدولة العنصرية والابارتهايد، ورفضت أن تسحب التقرير ورمت له استقالتها بعزة وكبرياء وشموخ، فماذا يعني المنصب لريما أمام فلسطين وأمام عذابات شعبها؟

ريما، أنت خسرت منصبك، لكنك ربحت قلب كل إنسان حر شريف في العالم، انتصرت أمام الحقيقة، أمام أطفال فلسطين ونساء فلسطين وأمهات الشهداء والأسرى.. انتصرت أمام شعب مكلوم ينادي بالحرية والعدالة. انت لست بحاجة إلى مناصب فانت منذ تخرجك من الجامعة وانت تتبوأين اعلى المناصب وانت التي استقلت منها؛ لأنك بطبيعتك مستقلة ومتمردة عندما يقع الظلم.

فأنت بنت والدك المناضل الكبير الوزير محمد خلف الذي كان يكره الظلم والاضطهاد، تجرعت منه الشموخ والنضال، واليوم برغم استقالتك اعطيتينا انتصارا في زمن الهزائم والانكسار.

منذ تقرير غولدستون الذي أدان جرائم الاحتلال في غزة لم يجرؤ أحد على إدانة إسرائيل على جرائمها ضد الشعب الفلسطيني. سُحب التقرير، ولكنك يا ريما فعلت وأصريت في ظروف عالمية معقدة لا يجرؤ فيها أحد على انتقاد إسرائيل.

هنيئا لنا فيك يا ريما وهنيئا للشعب العربي فيك يا ريما وهنيئا للشعب الأردني فيك يا ريما. فانت من المبدعين الذين تتلمذوا على يد سمو الأمير بن طلال فسموه فخر لنا جميعا.

شكرا لكِ باسم فلسطين يا ريما.. فاسمك سيبقى محفوراً فينا

الاخبار العاجلة