العقوبات الجماعية الاسرائيلية ستزيد الطين بلة فقط

11 أكتوبر 2016آخر تحديث :
العقوبات الجماعية الاسرائيلية ستزيد الطين بلة فقط

بقلم: حديث القدس – القدس

إعلان نائب رئيس بلدية القدس، رئيس لجنة التخطيط والبناء مئير ترجمان أمس من انه سيمارس عقابا جماعيا ضد الفلسطينيين، وانه سيوقف كافة مخططات البناء في الأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية ردا على عملية أمس الأول التي نفذها المواطن صبيح وأسفرت عن استشهاده ومقتل اسرائيليين، هذا الاعلان لا يمكنه ان يحل المشكلة بل سيزيدها تعقيدا وسيزيد الكراهية بين الشعبين الأمر الذي سيفاقم العنف والعنف المضاد.

فالعقوبات الجماعية مهما كانت هي اولا عقوبات تتعارض مع القانون والاعراف الدولية وتقود في نهاية المطاف الى الانفجار الذي لا يمكن لاحد وقفه او معرفة الى اين سيؤدي نتائجه وبالا على الطرفين.

وكما يقول المثل فان كثرة الضغط سيؤدي حتما الى الانفجار، وعقوبات اسرائيل الجماعية التي تمارسها بصورة يومية هي التي تؤدي الى ردود فعل الشبان الفلسطينيين وكذلك الفتية والفتيات لان هذه العقوبات يتبعها استفزازات قوات الاحتلال للمواطنين وتوجيه الاهانات والشتائم لهم الامر الذي يجعل هؤلاء القيام باعمال مناهضة دفاعا عن كرمتهم وانساينتهم التي لا يراعيها الاحتلال سواء كانت من قبل قواته او من قبل المستوطنين الذين يعثون في الارض الفلسطينية فسادا.

وفي العلوم التي يتلقاها الطلبه في جميع انحاء العالم، فان لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه وهذا ما يحصل مع ابناء شعبنا فممارسات الاحتلال وعقوبات الجماعية هي التي تدفع الشبان والفتية والفتيات للتضحية بانفسهم من اجل رد الاعتبار لكرامتهم التي تمسها قوات الاحتلال والمستوطنون.

وبعبارة واضحة وصريحة فان العقوبات الجماعية اليومية كالتي اعلن عنها ترجمان والتي تمارس كما ذكرنا يوميا من هدم منازل ومصادرة اراض واقتلاع اشجار وحرق مزروعات وسواها، لا يمكن ان توقف ردات فعل الشبان والفتية والفتيات الفلسطينيين، بل على العكس من ذلك فان هذه العقوبات ستزيد من العمليات المناهضة، وان الحل الاسهل والامثل للحيلولة دون وقوع مثل هذه العمليات هو تطبيق اسرائيل للاتفاقات سواء الموقعه مع الجانب الفلسطيني او الاتفاقات والقرارات الدولية التي تؤكد على حل الدولتين لشعبين ورحيل الاحتلال بدلا من محاولات تأييده التي ستزيد العداء بين الشعبين وتزيد من ردود الفعل الفلسطينية المناهضة لتبقى دائرة العنف متواصلة ومتصاعد كما توقع العديد من الاسرائيليين انفسهم.

فكل العالم يعرف ويدين الممارسات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة ويطالبها بالكف عن هذه الممارسات التي تذر بحروب تدميرية ليس على الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي بل على العالم قاطبه، ولذا لتجنبب كل هذه النتائج المدمرة، ليس امام الاحتلال سوى وكن ممارساته وعقوباته الجماعية التي لا يمكنها ان توقف ردات الفعل وستبقى دوامة العنف مشتلة بل وستزيدها العقوبات الاحتلالية الجماعية اشتعالا.

فهل ستعي القيادة الاسرائيلية ذلك وتعيد تقييم سياسات في المنطقة ام ستبقى متعنته وتمارس ممارسات تدميرية ارضاء للمستوطنين ولكي يحافظ ننياهو على منصبه كرئيس للوزراء من خلال حكومته الاكثر يمينيه وتطرفا في تاريخ اسرائيل؟

وعلى المجتمع الدولي قاطبه ان يتحرك عمليا ويقول لاسرائيل كفى عنجهية وغطرسة القوة، ويجب انهاء احتلالها للارض الفلسطينية، وان العقوبات الجماعية سزيد الطين بلة فقط.

الاخبار العاجلة