كفى يا قبيلة حماس!

4 يونيو 2017آخر تحديث :
القدس

بقلم موفق مطر- الحياة الجديدة

قد نحتاج الى حاسوب عملاق، وعلماء في الرياضيات والفيزياء والكيمياء الوطنية، والى جانبهم مخترعو انظمة كشف الكذب، ليقرروا لنا فيما اذا كان ابتلاء الشعب الفلسطيني بحماس وقياداتها كالبردويل والزهار ضمن الخمسين عاما من النكسة، ام أن سنوات الانقلاب والانفصال العشرة يجب اضافتها الى النصف قرن من النكسة الحزيرانية! فنكون بذلك كمن نطح بقرني مشروع توأم، هما الصهيوني العنصري الاحلالي الاستيطاني الذي انكر وجودنا على ارض فلسطين، والاخواني برأس حربته حماس التي انكرت هويتنا وثقافتنا الوطنية، وسعت الى اقتلاع قلبنا العربي وجذورنا الانسانية واستبدالها بهيئة (الجماعة المسخ)!.

قال يعقوب بيري رئيس جهاز الشاباك الأسبق “بعض الأصوات في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أيدت قيام “حماس” لأنها ستخلق توازناً أمام حركة فتح”!! هذا يعني ان الاستخبارات الاسرائيلية المعنية مباشرة تعطيل عملية صقل الهوية الوطنية الفلسطينية التي أطلقتها حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح منذ العام 1958، أي بعد عشر سنوات فقط من نكبة العام 1948 والاعلان عن انشاء (اسرائيل) على ارض فلسطين، الوطن التاريخي والطبيعي للشعب الفلسطيني، وشتان ما بين (عشرة فتح) الوطنية التحررية التقدمية، و(عشرة حماس) الاخوانية الجماعاتية الرجعية الانفصالية.

روج الصهاينة منذ شروعهم بتنفيذ مشروع اغتصاب فلسطين ان هذه البلاد فلسطين فيها سكان عرب لكنهم قدموا من دول عربية مجاورة، وصوروا المواطنين الفلسطينيين كمجموعات سكانية لا مستقر ولا شكل حضاري لها، وقدد ذهبوا في ظنونهم ان العالم سيصدق ان فلسطين (الأرض المقدسة تاريخيا) ارض بلا شعب !!

 واليوم يروج مواليد التوأم الآخر الجماعاتي الاخواني (الاسلاموي) الحمساوي ذات الدعاية ولكن بصورة أخرى، حيث اذا دققنا في المضمون فاننا سنكتشف توافقا ضمنيا غير معلن بين الروايتين الاحتلالية والاخوانية، فالقيادي في حماس محمود الزهار، وهو بالمناسبة دكتور طبيب، قال قبل ايام:” “اجدادنا عاشوا بلا كهرباء مئات السنين، وصمدوا وحققوا الانتصارات، وحماس جعلت من غزة جنة، والأمن فيها لم تحققه دول عظمى”!!.

يريد الاخواني الزهار من الشعب الفلسطيني القبول بنمط عيش القبائل في الأدغال والصحارى الكبرى، والأفظع من ذلك أنه يعد المقطوعين عن ادنى مقومات الحياة المدنية بالانتصار على الذين لم يوفروا فرصة الا واغتنموها وعملوا على ابتزاز دول كبرى لتوفير اقصى درجات الرفاهية ومقومات الحياة للمستوطنين!! فهل لدى الزهار اختراع سيمكنه من تشغيل فضائيته ومواقع التكفير والتخوين الالكترونية على الحطب مثلا؟!. وما مصير الصواريخ التي سيصدرها فتحي حماد الى الدول العربية ان توقفت مخارط الجماعة (ملا خرط) !!!

زاد صلاح البردويل على خرط (الجنة والأمن والانتصارات) بأن قال: لقد صمدنا 11 سنة ومستعدون للصمود 11 سنة اخرى” فنفهم من كلامه الموجه الى الاستخبارات الاسرائيلية التي عناها يعقوب بيري ان حماس على استعداد للمضي في مشروعها الانفصالي حتى لو ادى ذلك الى الاستمرار بتدوير الرحى على قلوب وأدمغة الفلسطينيين في قطاع غزة حتى يعلن الجميع (شهادة الكفر) بالوطن والدولة والحرية والاستقلال، فيتأكد لاستخبارات اسرائيل ان صمتها تجاه تأسيس حماس كان صائبا، وان اسرائيل ما كان لتحقق النكبة والنكسة الكبرى مزدوجتين الا بهذا (الصنيع) الاخواني.

يتحدث قادة حماس عن الشعب الفلسطيني كشيوخ قبائل راحلة، عن امكانية انفصاله عن مقومات الحياة المعاصرة، وعن الانفصال جغرافيا وسكانيا عن الوطن، عن الأهداف، عن الوحدة والثقافة، وعن الهوية الوطنية، عن مسيرة امة الانسان المتقدمة على عجلات الطاقة بكل انواعها.

البردويل والزهار يجب ان يعلموا ان صمود بيروت كمثال، ما كان ليتم لو ان القيادة الفلسطينية – اللبنانية قد تركت واللبنانيين تحت رحمة مسننات (خراطة الكلام) الفارغ، فبمقومات الصمود الحياتية من كهرباء ودواء وماء وغذاء في بيروت، وبقتال مشرف، سجل الوطنيون الفلسطينيون واللبنانيون شرف الصمود في معركة الثمانين يوما، رغم استهداف جيش الاحتلال لمخازن هذه المقومات قبل استهداف مخازن الأسلحة..فكفى يا قبيلة الظلام!.

الاخبار العاجلة